من طرف فــراشـــة المنتــدى السبت أكتوبر 06, 2007 8:05 pmملاك.. وشيطانة !!
*عندما تقع عيناك علي ملامح المشهد المثير.. تتخيل أنك داخل بلاتوه تصوير.. لكنك ستكتشف أنك أمام حقيقة مؤلمة.. امرأة في العقد الثالث من العمر تقترب من شريط السكة الحديد حاملة رضيعا بين يديها.. ثم تقذف به بلا رحمة ليرتطم جسده النحيل بالقضبان الحديدية وتسيل دماؤه عليها.. ويلفظ آخر أنفاسه.. ثم تنصرف القاتلة في هدوء دون أن يهتز لها ساكن! ¼
لكن ما حدث للأسف ليس مجرد مشهد ضمن أحداث فيلم يتم تصويره.. وتنفذه ممثلة بارعة باقتدار..!
الآن.. نقدم أحداث المشهد البشع.. كما حدث.. محطة السكة الحديد بمدينة الواسطي تعيش حالة من الهدوء في تلك الساعة من مساء هذا اليوم.. أحد القطارات القادم من الجيزة يتوقف علي رصيف المحطة.. يهبط منه عدد كبير من الركاب.. غادر القطار الرصيف.. انصرف الركاب إلي منازلهم.. إلا واحدة!
وقفت علي الرصيف حائرة.. زائغة النظرات.. عمرها لايزيد علي الخامسة والثلاثين عاما.. ملامح وجهها تنطق بحزن عميق عبر عنه صمت لافت للنظر.. كأنها لاتعرف إلي أين تذهب؟
أخذتها قدماها إلي السير بموازاة شريط السكة الحديد بعد أن أدارت ظهرها إلي المحطة.. تنظر إلي رضيعها الذي تحمله بين ذراعيها بدهشة وهو يبكي بحرقة من الجوع.. فقد مرت ساعات طوال خلال هذا اليوم لم يرق قلب الأم لترضع الصغير الذي لم يكمل يومه الخامس علي ولادته بعد!
إلي أين تمضي هذه الأم؟!
وفيم تفكر؟!
وما الذي اتي بها إلي هذا المكان؟!
ولماذا تعذب صغيرها جوعا بهذه القسوة؟!
كل هذه الأسئلة كانت تبحث عن اجابة.. لكن قبل ان يسألها أحد.. قدمت هي الاجابة بنفسها!
إلي الجحيم!
بعد أن سارت علي قدميها قرابة مسافة الكيلو متر.. توقفت.. تلفتت حولها فتأكدت أن أحدا لم يرها.. لاصوت يعلو علي صوت بكاء الملاك الصغير الذي يدمي القلوب إلا قلب أمه الذي مات في تلك اللحظات وتحول إلي كتلة من الصخر..!
اتخذت قرارها البشع.. اقتربت من شريط السكة الحديد.. مدت ذراعيها التي تحمل رضيعها إلي الأمام وهي تتهيأ لتنفيذ قرار ظالم.. ثم ألقت بالطفل المسكين بكل قسوة علي شريط السكة الحديد.. ارتطم جسده الذي لايتعد قطعة لحم صغيرة به.. سكنت صرخاته إلي الأبد.. مات!
بنفس الهدوء.. والضمير الميت الذي يقودها إلي مصير مجهول.. التفتت وراحت تغادر المكان بكل هدوء. كأنها لم تلق ضناها وفلذة كبدها.. كأنها ألقت كيس قمامة تخلصت منه!
إلي هذا الحد.. بلغ قلبها قسوته.. وضميرها بشاعته.. أي سبب يدفع أما لتنتقم من رضيعها بهذه الوحشية؟.. وأي جريمة ارتكبها هذا المسكين لينال عليها هذا العقاب الظالم؟!
كانت في طريقها لتعود إلي مسقط رأسها بمركز بني مزار بالمنيا.. لكن كل شيء تغير في لحظة.. ليعيدها إلي الواقع الذي ترفضه.. وتهرب منه.. ولاتريده.. عندما أمسك أحد المواطنين بذراعها..
ثم يقول لها:
أنت رايحة فين؟.. ليه قتلت الطفل ده؟.. عمل لك إيه ياظالمة؟!
حاولت التخلص منه والهرب من المكان.. لكن الرجل تشبث بها بمساعدة مواطن آخر..
وقاداها إلي مديرية أمن بني سويف.. لتجد نفسها وجها لوجه امام مكتب العميد السيد جاد الحق مدير مباحث بني سويف..!
المواطنان طلبا مقابلة مدير المباحث لأمر مهم.. سمح لهما بالدخول.. حكي احدهما انه كان عائدا من حفلة في المساء..
ويسير بالقرب من شريط السكة الحديد.. وفجأة لمح هذه المرأة تقترب من الشريط وقفزت بطفل رضيع عليه ليموت في الحال..
وعندما حاولت الهرب.. طاردها وأمسك بها.. واقتادها إلي مديرية الأمن!
اعتراف!
يطلب مدير المباحث من الرائد محمود حاتم رئيس مباحث مركز الواسطي سرعة الانتقال إلي مكان الواقعة.. بالفعل.. بعد دقائق يخطر الضابط رئيسه بصحة الواقعة حيث عثر علي الطفل جثة هامدة!
بدأ مدير المباحث مناقشة المتهمة مناقشة مستفيضة.. بتضييق الخناق عليها.. قالت:
اسمي بدرية.. من منشية بكير مركز بني مزار.. تزوجت من عامل يقيم بالقاهرة.. انجبت منه طفلا.
لكنه مات عندما بلغ العامين متأثرا بالمرض.. بعد ذلك حملت من زوجها.. ومنذ خمسة أيام وضعت مولودي بأحد مستشفيات القاهرة.. لا أعرف سر هذا الشعور الغامض الذي سيطر علي لأتخلص منه بسرعة!
يقاطعها مدير المباحث: ليه؟
تقول بدرية:
علشان أريحة من الدنيا ومتاعبها!
لكن ليه اخترت هذه الطريقة لموته؟!
تقول بدرية:
في الحقيقة انا ما اعرفش.. لكن اللي حصل اني اخترت القرار ده وانا راجعة بيه في القطار من القاهرة.. حاولت تنفيذه في محطة العياط لكن ما عرفتش من الزحام.. ركبت القطار المتجه إلي قبلي ونزلت في أول محطة 'الواسطي' ونفذت الفكرة.
وانت دلوقت مرتاحة؟!
تقول بدرية: مش عارفة!
انت بتعاني من أي مرض نفسي؟!
تقول بداية: لا!
كل هذا الحوار يدور.. وهي كما هي.. متماسكة كالجبل.. كأن الدموع لم تعرف طريقا لعينيها من قبل!
العميد رأفت عفيفي رئيس المباحث الجنائية ببني سويف يستخلص من مناقشته لزوجها الذي تم استدعاؤه انها سبق علاجها لدي أحد اطباء المخ والاعصاب.. لكنه يؤكد أنها طبيعية جدا ولم يحدث منها ما يثير الشكوك في قواها العقلية أو النفسية!
باخطار اللواء سمير عوض مدير أمن بني سويف.. أمر بإحالتها إلي نيابة مركز الواسطي باشر معها التحقيق مصطفي عبدالصمد مدير النيابة وأمر بحبسها 4 أيام علي ذمة التحقيق.. ووجه لها تهمة قتل رضيعها عمدا.
في نفس اللحظة.. بدا الذهول علي وجه زوجها.. الذي غادر سراي النيابة والدموع تملأ عينيه.. وسؤال واحد يتردد علي لسانه أكثر من مرة:
ليه عملت كده يابدرية؟!
*عندما تقع عيناك علي ملامح المشهد المثير.. تتخيل أنك داخل بلاتوه تصوير.. لكنك ستكتشف أنك أمام حقيقة مؤلمة.. امرأة في العقد الثالث من العمر تقترب من شريط السكة الحديد حاملة رضيعا بين يديها.. ثم تقذف به بلا رحمة ليرتطم جسده النحيل بالقضبان الحديدية وتسيل دماؤه عليها.. ويلفظ آخر أنفاسه.. ثم تنصرف القاتلة في هدوء دون أن يهتز لها ساكن! ¼
لكن ما حدث للأسف ليس مجرد مشهد ضمن أحداث فيلم يتم تصويره.. وتنفذه ممثلة بارعة باقتدار..!
الآن.. نقدم أحداث المشهد البشع.. كما حدث.. محطة السكة الحديد بمدينة الواسطي تعيش حالة من الهدوء في تلك الساعة من مساء هذا اليوم.. أحد القطارات القادم من الجيزة يتوقف علي رصيف المحطة.. يهبط منه عدد كبير من الركاب.. غادر القطار الرصيف.. انصرف الركاب إلي منازلهم.. إلا واحدة!
وقفت علي الرصيف حائرة.. زائغة النظرات.. عمرها لايزيد علي الخامسة والثلاثين عاما.. ملامح وجهها تنطق بحزن عميق عبر عنه صمت لافت للنظر.. كأنها لاتعرف إلي أين تذهب؟
أخذتها قدماها إلي السير بموازاة شريط السكة الحديد بعد أن أدارت ظهرها إلي المحطة.. تنظر إلي رضيعها الذي تحمله بين ذراعيها بدهشة وهو يبكي بحرقة من الجوع.. فقد مرت ساعات طوال خلال هذا اليوم لم يرق قلب الأم لترضع الصغير الذي لم يكمل يومه الخامس علي ولادته بعد!
إلي أين تمضي هذه الأم؟!
وفيم تفكر؟!
وما الذي اتي بها إلي هذا المكان؟!
ولماذا تعذب صغيرها جوعا بهذه القسوة؟!
كل هذه الأسئلة كانت تبحث عن اجابة.. لكن قبل ان يسألها أحد.. قدمت هي الاجابة بنفسها!
إلي الجحيم!
بعد أن سارت علي قدميها قرابة مسافة الكيلو متر.. توقفت.. تلفتت حولها فتأكدت أن أحدا لم يرها.. لاصوت يعلو علي صوت بكاء الملاك الصغير الذي يدمي القلوب إلا قلب أمه الذي مات في تلك اللحظات وتحول إلي كتلة من الصخر..!
اتخذت قرارها البشع.. اقتربت من شريط السكة الحديد.. مدت ذراعيها التي تحمل رضيعها إلي الأمام وهي تتهيأ لتنفيذ قرار ظالم.. ثم ألقت بالطفل المسكين بكل قسوة علي شريط السكة الحديد.. ارتطم جسده الذي لايتعد قطعة لحم صغيرة به.. سكنت صرخاته إلي الأبد.. مات!
بنفس الهدوء.. والضمير الميت الذي يقودها إلي مصير مجهول.. التفتت وراحت تغادر المكان بكل هدوء. كأنها لم تلق ضناها وفلذة كبدها.. كأنها ألقت كيس قمامة تخلصت منه!
إلي هذا الحد.. بلغ قلبها قسوته.. وضميرها بشاعته.. أي سبب يدفع أما لتنتقم من رضيعها بهذه الوحشية؟.. وأي جريمة ارتكبها هذا المسكين لينال عليها هذا العقاب الظالم؟!
كانت في طريقها لتعود إلي مسقط رأسها بمركز بني مزار بالمنيا.. لكن كل شيء تغير في لحظة.. ليعيدها إلي الواقع الذي ترفضه.. وتهرب منه.. ولاتريده.. عندما أمسك أحد المواطنين بذراعها..
ثم يقول لها:
أنت رايحة فين؟.. ليه قتلت الطفل ده؟.. عمل لك إيه ياظالمة؟!
حاولت التخلص منه والهرب من المكان.. لكن الرجل تشبث بها بمساعدة مواطن آخر..
وقاداها إلي مديرية أمن بني سويف.. لتجد نفسها وجها لوجه امام مكتب العميد السيد جاد الحق مدير مباحث بني سويف..!
المواطنان طلبا مقابلة مدير المباحث لأمر مهم.. سمح لهما بالدخول.. حكي احدهما انه كان عائدا من حفلة في المساء..
ويسير بالقرب من شريط السكة الحديد.. وفجأة لمح هذه المرأة تقترب من الشريط وقفزت بطفل رضيع عليه ليموت في الحال..
وعندما حاولت الهرب.. طاردها وأمسك بها.. واقتادها إلي مديرية الأمن!
اعتراف!
يطلب مدير المباحث من الرائد محمود حاتم رئيس مباحث مركز الواسطي سرعة الانتقال إلي مكان الواقعة.. بالفعل.. بعد دقائق يخطر الضابط رئيسه بصحة الواقعة حيث عثر علي الطفل جثة هامدة!
بدأ مدير المباحث مناقشة المتهمة مناقشة مستفيضة.. بتضييق الخناق عليها.. قالت:
اسمي بدرية.. من منشية بكير مركز بني مزار.. تزوجت من عامل يقيم بالقاهرة.. انجبت منه طفلا.
لكنه مات عندما بلغ العامين متأثرا بالمرض.. بعد ذلك حملت من زوجها.. ومنذ خمسة أيام وضعت مولودي بأحد مستشفيات القاهرة.. لا أعرف سر هذا الشعور الغامض الذي سيطر علي لأتخلص منه بسرعة!
يقاطعها مدير المباحث: ليه؟
تقول بدرية:
علشان أريحة من الدنيا ومتاعبها!
لكن ليه اخترت هذه الطريقة لموته؟!
تقول بدرية:
في الحقيقة انا ما اعرفش.. لكن اللي حصل اني اخترت القرار ده وانا راجعة بيه في القطار من القاهرة.. حاولت تنفيذه في محطة العياط لكن ما عرفتش من الزحام.. ركبت القطار المتجه إلي قبلي ونزلت في أول محطة 'الواسطي' ونفذت الفكرة.
وانت دلوقت مرتاحة؟!
تقول بدرية: مش عارفة!
انت بتعاني من أي مرض نفسي؟!
تقول بداية: لا!
كل هذا الحوار يدور.. وهي كما هي.. متماسكة كالجبل.. كأن الدموع لم تعرف طريقا لعينيها من قبل!
العميد رأفت عفيفي رئيس المباحث الجنائية ببني سويف يستخلص من مناقشته لزوجها الذي تم استدعاؤه انها سبق علاجها لدي أحد اطباء المخ والاعصاب.. لكنه يؤكد أنها طبيعية جدا ولم يحدث منها ما يثير الشكوك في قواها العقلية أو النفسية!
باخطار اللواء سمير عوض مدير أمن بني سويف.. أمر بإحالتها إلي نيابة مركز الواسطي باشر معها التحقيق مصطفي عبدالصمد مدير النيابة وأمر بحبسها 4 أيام علي ذمة التحقيق.. ووجه لها تهمة قتل رضيعها عمدا.
في نفس اللحظة.. بدا الذهول علي وجه زوجها.. الذي غادر سراي النيابة والدموع تملأ عينيه.. وسؤال واحد يتردد علي لسانه أكثر من مرة:
ليه عملت كده يابدرية؟!
